استذكر الكاتب والصحفي محمد فودة ذكرياته مع الفنان الوزير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، والتي تشكل علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية، كما كتب على صفحته الرسمية بموقع “تويتر”. وسبق: “لا يمكن الحديث عن الحفاظ على الآثار المصرية والنهضة الثقافية في العقود الأخيرة، دون ذكر اسم الفنان فاروق حسني، فهو لم يكن وزيرا للثقافة فقط، بل كان صاحب طموح إنساني”. ولاية ورؤية فنية عميقة في مجال الحفاظ على التراث.
يروي فودة كيف حوّل فاروق حسني التراث المصري إلى لوحات فنية نابضة بالحياة.
وسبق أن أضاف الكاتب والصحفي محمد فودة عبر صفحته الرسمية بموقع “إكس” على تويتر: “كنت محظوظا لأنني عملت في وزارة الثقافة خلال فترة ولايته، وكنت شاهد عيان على ذلك التغيير النوعي الذي تحقق. بقلم فاروق حسني، حيث تمكنت من رؤية عن كثب كيف كان يعمل بلا كلل، ليضع مصر في قلب الخريطة الثقافية العالمية. مشاريع فاروق حسني في مجال الحفاظ على الآثار، في رأيي، تجاوزت الترميم التقليدي. وسيظل مشروع ترميم كتف أبو الهول محفورا في ذاكرة الإنسان وسيظل نموذجا عالميا لكيفية معالجة… التراث الثقافي والإنساني بطريقة دقيقة وعلمية. عايشت تفاصيل تلك اللحظات التي. ثم وضع فاروق حداً لهذا الإهمال وأعاد الاحترام إلى هذا النصب المعجزة. لقد سقطت كتف أبو الهول، ودق ناقوس الخطر، واتخذ فاروق الإجراء. اكتشف حسني على الفور أن الترميم الذي تم من قبل كان ببساطة عبارة عن حجارة عادية مثبتة بالإسمنت ومواد بناء عادية.
فودة: لو تحدث «أبو الهول» عن مشروع ترميمه لقال: «فاروق حسني أنقذني من الدمار»
وكشف فودة عن إنجازات الوزير الفنات فاروق حسني قائلا: “مشروعه العملاق من وجهة نظري كان مشروع المتحف المصري الكبير الذي تم إنشاؤه في منطقة أهرامات الجيزة، وهو وهو مشروع يعتبر من أعظم إنجازاتها وأكثرها طموحا، وهو في رأيي الشخصي ليس مجرد متحف. وهو مبنى ثقافي ضخم يجسد الأهمية التاريخية لمصر، ويربط بين الماضي والحاضر ويتطلع إلى المستقبل؛ رؤى حديثة رأى فاروق حسني منذ البداية أن مصر بحاجة إلى متحف عالمي يعكس حجم وأهمية كنوزها الأثرية. ورأى أن هذا المشروع لم يكن مجرد مبنى ضخم لعرض القطع الأثرية، بل كان بمثابة رسالة للعالم. وهي رسالة تؤكد عمق وأصالة الحضارة المصرية”.
وأشار فودة إلى أن فاروق حسني لم يكن راضيا عما تحقق في الأقصر، حيث تقع أرض الحضارة والتراث، فتوجه نحو العاصمة لبدء مشروع عملاق آخر لإعادتها إلى الحياة، حيث كانت تلك المنطقة تعاني من الإهمال. . وتدهورها، ولكن فاروق حسني أدرك قيمتها الثقافية، وفي رأيي كان مشروع ترميم القاهرة التاريخية خطوة جريئة لإحياء التراث المصري في هذه المنطقة الحيوية، وقد سعدت عندما رأيت كيف تحمل هذا المشروع عظيما الفاكهة. الاهتمام ليس فقط بالترميم، بل بالحفاظ على روح المدينة القديمة. وقد أعاد هذا المشروع الذي بدأ في عهده روعة وتاريخ القاهرة المجيد.
ويؤكدها الصحفي: فاروق حسني أعاد الثقافة المصرية إلى المقدمة ووضعها في صدارة المسرح العالمي.. والمتحف المصري الكبير أعظم إنجازاته وأكثرها طموحا.
وأكد فودة أن أهم ما يميز رؤية فاروق حسني هو تفكيره الشامل. ولم يكن يرى في الآثار مجرد مباني قديمة يجب الحفاظ عليها، بل كان يراها جزءا من هويتنا الثقافية ووسيلة لتحسين مكانة مصر. وعلى الساحة الدولية، ومن خلال عملي معه، أدركت أن الحفاظ على التراث بالنسبة له لم يكن مجرد وظيفة، بل رسالة، رسالة أراد من خلالها أن يؤكد للعالم أن مصر ليست مجرد مهد الحضارة، ولكن أيضا مهد الحضارة. قادرة أيضًا على حماية هذا التراث وتقديمه بأفضل طريقة ممكنة.
التعليقات