تونس تطلق حملة أمنية لوقف الهجرة مع توجه إيطاليا إلى الاتحاد الأوروبي، نفذت قوات الأمن التونسية حملة واسعة النطاق، مسنودة بالقوات الجوية ووحدات مكافحة الإرهاب، بمدينة صفاقس، اليوم السبت، استهدفت مهربي البشر وتسعى لوقف موجات المهاجرين المتدفقين إلى إيطاليا.
داهمت وحدات الحرس الوطني التونسي منازل تؤوي مئات المهاجرين، واعترضت شاحنات تقل مهاجرين إلى الشواطئ، واستولت على عدة قوارب واعتقلت المهربين.
وقام المئات من عناصر الأمن التونسيين بتطويق المواقع المعروفة باسم “النقاط الأمنية السوداء” في مناطق جبنانة وقرقنة ومستاريا وصفاقس، والتي أصبحت نقاط الانطلاق الرئيسية لقوارب المهاجرين المتجهة إلى إيطاليا.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن الحملة استندت إلى توجيهات من الرئيس كيس سعيد لمواجهة “التدفق غير المقبول للمهاجرين”.
وتأتي حملة السلامة في الوقت الذي تواجه فيه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أعدادا كبيرة من المهاجرين الذين يصلون إليها بالقوارب.
لامبيدوزا في “أزمة”
ذكرت وكالة أنباء إيطالية، اليوم السبت، أن خفر السواحل الإيطالي عثر على طفل حديث الولادة ميتا على متن قارب يقل مهاجرين إلى جزيرة لامبيدوسا، بعد العثور على الطفل الميت بعد غرق قارب يقل مهاجرين قبالة الجزيرة الأسبوع الماضي.
وأضافت الوكالة أن العشرات من المواطنين احتجوا على تزايد أعداد المهاجرين في الجزيرة مؤخرا، حيث تجاوز عددهم عدد المقيمين الدائمين.
من جانبه، قال عمدة جزيرة لامبيدوزا في وقت سابق، إن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها يتزايد بعد وصول نحو 7 آلاف شخص بالقوارب من شمال أفريقيا خلال يومين، مضيفا أن الجزيرة تواجه أزمة.
إيطاليا تتجه نحو الاتحاد الأوروبي
دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أمس الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بشكل مشترك “مع مهمة بحرية إذا لزم الأمر” لمنع المهاجرين من عبور البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا.
وطلبت ميلوني من الاتحاد الأوروبي المساعدة في تخفيف الضغط على إيطاليا بعد وصول نحو 8500 شخص إلى الجزيرة على متن 199 قاربا بين الاثنين والأربعاء، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت ممثلة الاتحاد الأوروبي إن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تعتزم زيارة جزيرة لامبيدوزا غدا الأحد بدعوة من رئيس الوزراء الإيطالي.
واليوم، تعتقد رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن أن العدد المتزايد من المهاجرين الذين يصلون إلى الجزيرة يتطلب ما تسميه “التضامن مع إيطاليا”.
اقرأ ايضا: رئيس سيراليون يتهم واشنطن بالتدخل في انتخابات بلاده
فرنسا تتدخل
عقد اليوم مؤتمر هاتفي جمع وزراء داخلية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وممثلة الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية إيلفا يوهانسون لبحث أزمة الهجرة.
وعقد المؤتمر بناء على طلب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين الذي أجرى أمس الجمعة محادثات مع نظيره الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي والألمانية نانسي فيزر حول قضايا الهجرة.
وشدد الرئيس الفرنسي، أمس الجمعة، على «واجب التضامن الأوروبي» مع إيطاليا، بعد أيام من تعليق ألمانيا القبول الطوعي لطالبي اللجوء المنقولين إليها من إيطاليا، مبرراً قرارها بـ«ضغط الهجرة الكبير على ألمانيا» ورفض روما الالتزام بالاتفاقيات الأوروبية في هذا الشأن.
وتتعرض تونس لضغوط شديدة من إيطاليا والاتحاد الأوروبي، اللذين تعهدا أيضًا بتقديم مليار يورو من أموال الكتلة لمساعدة الاقتصاد التونسي مقابل وقف تدفق المهاجرين.
وتقع جزيرة لامبيدوزا على بعد أقل من 150 كيلومترا قبالة الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط على أمل الوصول إلى أوروبا.
منذ بداية هذا العام، وصل حوالي 126 ألف مهاجر إلى إيطاليا بالقوارب، أي ما يقرب من ضعف العدد البالغ 64 ألفًا في نفس الفترة من عام 2022، وفقًا لوزارة الداخلية الإيطالية.
التعليقات